حكايا المائدة : لحنان السيد وريل - الإمارات اليوم

حكايا المائدة : لحنان السيد وريل - الإمارات اليوم

09 Jul 2019

خلف مائدة الطعام؛ يختبئ الكثير من الحكايات والقصص، التي لا ترتبط فقط بالأكلات التي تُقدم على المائدة، ولكن بحياة أصحابها وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم وثقافاتهم وعلاقتهم بأوطانهم، وغيرها كثير، من هنا اختارت الكاتبة و عضوة لجنة الأختيار لمؤسسة "تكريم" حنان السيد وريل موضوع كتابها «حكايا المائدة: المأكولات البدوية العالمية لأبوظبي»، الذي تم تدشينه مساء أول من أمس، في معرض 421، بمقره بمنطقة ميناء زايد بأبوظبي، بحضور وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، وجمهور كثيف من مختلف الجنسيات، عكس تنوعه مضمون الكتاب الذي يسعى إلى رسم ملامح الحياة في أبوظبي، وما تتسم به من تعدد وقدرة على استيعاب الجميع، على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم والدول التي ينتمون إليها، متتبعاً عبر موائد الطعام التي تجمع شمل الناس العلاقات الاجتماعية التي تربط بينهم، وما يطرأ على حياتهم من تغيرات، وما ينشأ بينهم وبين أبوظبي من علاقة وثيقة لتصبح وطناً جديداً لهم وأوضحت الكاتبة حنان السيد وريل، أن كتابها ليس كتاب طهي وليس مخصصاً لوصفات الطعام، لكنه يتخذ من الأكلات مدخلاً ليرسم شكل الحياة في أبوظبي، منذ الستينات وحتى الآن، من خلال أشخاص عاشوا في المدينة، وعاصروا مراحل تطور الحياة فيها، وانعكست هذه التغييرات على حياتهم الخاصة والاجتماعية. لافتة إلى أن الكتاب يتضمن 40 وصفة من وصفات الطعام من مختلف دول العالم، جمعتها من صديقات ومعارف لها عرفتهم على مدى 25 عاماً، قضتها في الإمارات بعد أن جاءت مع زوجها إلى أبوظبي في 1994، بحيث تعكس كل وصفة ثقافة البلد الذي تنتمي إليه من تقدمها، والعادات والتقاليد السائدة في ذلك البلد، التي لايزال أصحابها يحتفظون بها رغم ابتعادهم عن أوطانهم، وما التغييرات التي حدثت على الوصفة ونظام الأكل لديهم، نتيجة انتقالهم إلى مجتمع مختلف وأشارت حنان، التي تعمل ممثلة متحف جوجنهايم أبوظبي، ومهندسة مدنية، إلى أن إعداد وتجهيز الكتاب استغرق منها ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف السنة، لانشغالها بعملها فهي ليست متفرغة للكتابة، موضحة أن جزءاً كبيراً من تلك الفترة استغرقته في اختيار الأكلات وكتابتها بطريقة سليمة وسهلة، يمكن لأي شخص أن يطبقها. مضيفة بابتسامة: «أعمل مهندسة مدنية، وفي مجال عملنا نقوم بتشييد مشروعات ضخمة، وغالباً لا تستغرق أكثر من عامين، وعندما بدأت العمل على الكتاب لم أتوقع أنه سيحتاج إلى وقت لتنفيذه أكبر مما تحتاجه هذه المشروعات الضخمة وأضافت حنان: العمل على الكتاب لم يقتصر فقط على جمع وكتابة الوصفات، حيث كان هناك الكثير من البحث والدراسة لاستكشاف القصة أو القصص التي تكمن خلف كل وصفة من هذه الصفات، وكل وصفة كنت أكتبها كنت أبحث عن تاريخها وأصولها، وكيف وصلت إلى البلد الذي اشتهر بها، وغير ذلك من معلومات تنسج تجربة كاملة حول كل أكلة، لذلك كانت الكتابة بالنسبة لي رحلة لذيذة شعرت خلالها بأنني في رحلة حول العالم، في المقابل اكتسبت ما يقرب من 10 كغم وزناً زائداً، لأنني حرصت على تجربة كل وصفة في الكتاب ثلاث مرات، للتأكد منها». مشيرة إلى أن اختيار الوصفات شكل مرحلة مهمة من مراحل العمل، لأنه اعتمد على تكوين قصة تبدأ من سبب اختيار الشخص هذه الأكلة لتمثله وتمثل بلده، وما الذي تعنيه له، ودون هذه القصص كان الكتاب سيصبح كتاب طهي عادياً وأوضحت حنان أن صدور الكتاب، وهو كتابها الأول، باللغة الإنجليزية يهدف إلى تقديم رسالة إلى العالم تعكس خصوصية الحياة في أبوظبي، والتي تستمدها من تنوع الجنسيات التي تعيش فيها، والفرص المتاحة للجميع، وما يتسم به المجتمع من تسامح وتعايش. معربة عن أملها ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية ليصل إلى القارئ العربي وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، خلال أمسية إطلاق الكتاب: يقدم كتاب (حكايا المائدة) لمحة خاصة عن تنوع الثقافات في أبوظبي، ويعكس النسيج المجتمعي المميز لدولتنا. ويحتفي الكتاب بحسن ضيافة الإمارات، باعتبارها قيمة متأصلة وراسخة في دولتنا، ويبرز ثقافة وحضارة أبوظبي، وهو تجسيد لمسيرة نمو الإمارة حتى وصلت إلى واحدة من أهم المدن العالمية.

لا تفوت أي شيء!

ترك في النشرة الإخبارية لاطلاعك على الأحداث القادمة والتحديثات