السيدة زهاء حديد، الحائزة جائزة "برتزكر" للعمارة عام 2004 (والتي تعد كجائزة نوبل في المجال المعماري)، معمارية ذائعة الصيت على النطاق العالمي بأعمالها التصميمية ومبانيها ونظرياتها المعمارية أكاديمياً وعملياً. رحلة الثلاثين عاما من الاكتشاف والبحث والإبداع، شهدت بناء مختلف مشاريعها ضمن مجالات متداخلة ومتفاعلة في ما بينها، مثلت العمارة والتطوير الحضري والتصميم. ولدت في بغداد عام 1950. إنتقلت إلى بيروت لتكمل دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية حيث تخصصت في علم الرياضيات قبيل انتقالها إلى لندن عام 1972 لتلتحق بالجمعية المعمارية التي تخرجت فيها بدرجة الديبلوم في العمارة عام 1977. أسست مكتب معماريي زهاء حديد بعد ذلك بعامين، لتشهد العمارة المعاصرة نموذجا فريدا لم تعهده، فكانت محطة إطفاء فيترا في ألمانيا أول مبنى يلامس الأرض، وقد تم إنشاؤه عام 1993
لقد كان لزهاء حديد دور في إثراء الحركة الأكاديمية للعمارة، فقد درّست في الجمعية المعمارية في لندن حتى عام 1987، ومنذ ذلك الحين شغلت مناصب أكاديمية مثل بروفسور زائر في جامعات كولومبيا وهارفرد وييل، بالإضافة إلى جامعة الفنون التطبيقية في فيينا. توفيت في الحادي والثلاثين من مارس 2016 تاركة إرثا من خلال مكتبها الذي يسير على نهجها وبروحيتها التصميمية. بالعمل مع الشريك الأقدم في المكتب باتريك شوماخر، يعمل مكتب معماريي زهاء حديد على ترتيب الشكل والفضاء المعماريين بما يرسي تركيبا مكانيا فريدا. كانت أعمالها المنفذة حديثا مثل المتحف الوطني الإيطالي ماكسي للفنون للقرن الحادي والعشرين في روما ومركز الألعاب المائية لدورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 ومركز حيدر علييف في باكو، بمثابة بيانات واقعية لنظرتها الى الانسيابية الفضائية. يعمل مكتب معماريي حديد حاليا على مشاريع متنوعة في أنحاء العالم، مثل مطار بيكين الجديد في داكسنغ في الصين ومعهد سليوك ريث فنوم بين في كامبوديا. وتضم مشاريع المكتب قطاعات معمارية مختلفة، منها الثقافي والمشترك والتعليمي والرياضي وأعمال المخططات الأساسية والبنى التحتية، في أنحاء مختلفة من آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا. وقد تنوعت أعمال المكتب لتشمل مؤسسات وطنية كبيرة أبرزها مشروع البنك المركزي العراقي ومشروع المسرح الوطني في الرباط. عام 2012 مُنحت حديد لقب سيدة ووسام الإمبراطورية البريطانية من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. وكانت الميدالية الذهبية الملكية في فبراير 2016، آخر ما نالته قبل رحيلها .