أمير دولة الكويت الثالث عشر، والثالث بعد نيلها استقلالها عن المملكة المتحدة. عرف بحسن تخطيطه لمستقبل البلاد وبالدور الرائد الذي أداه على الصعيد العربي. ساهم في بناء بلده وتطويره، وقاده إلى برّ الأمان بعد غزو العراق لها في العام 1990. وقّع على العملة الاولى للكويت قبل توليه مقاليد السلطة، وبرز كوزيراً للمالية والنقد. وكان له الفضل في تأسيس "شركة البترول الوطنية الكويتية"، وأول محطة لتكرير المياه وتقطير مياه البحر وإقامة التجارب الزراعية. سطّر العديد من الانجازات بعد توليه السلطة في العام 1977، وقد عرف كيف يجمع العدد الأكبر من دول العالم حول الكويت خلال غزو العراق لها. كما لم يعرف عهده المواقف الحادة، بل كان القائد الجامع. هكذا قرّب بين اليمنين، وهكذا جال على دول الكتلة الشرقية والكتلة الغربية أيام الحرب الباردة. حاور الصين كما حاور الولايات المتحدة الأميركية. وكانت الكويت اول من اعترف بالاتحاد السوفياتي. وتعود إلى الشيخ جابر فكرة إنشاء "مجلس التعاون الخليجي". وهو من أنشأ صندوق احتياطي للاجيال القادمة من عائدات البترول، على أساس استفادتهم منها بعد انتهاء عصر النفط. ناصر الشباب، فكان يرسلهم ببعثات للتخصّص على نفقته، وساند المرضى، وطالب بعودة الأسرى، كما كان من أشدّ الداعمين لنيل المرأة حقوقها السياسية. وشهدت الكويت في عهده ثورة عمرانية لا سيما في ما يتعلّق بالبنى التحتية. وقد بنى الصروح الرياضية والثقافية وأسس لإنشاء مكتبة وطنية. ولعلّ أبرز ما ميّز الأمير الراحل فكره الاقتصادي الذي ظهر في أكثر من محطة خلال قيادته للبلاد، فقدّم الحلول لأكثر من دولة، وطالب خلال جمعية عامة ل"الأمم المتحدة" بتخفيض الديون على الدول الأشد فقراً بهدف تقريب الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة في العام 1985، أيام حرب الخليج الأولى، تعرّض لمحاولة اغتيال نجا منها، واتهمت الكويت إيران بالوقوف وراءها. لم تخفت تلك المحاولة من عزيمته في مثابرة العمل لتقدّم بلاده وتطوّرها. وقد عاد إلى حراكه ليسجّل مكاناً للكويت، ليس على الخريطة العربية فحسب بل على الخريطة الدولية. وقد بقي على هذا الحال إلى أن أغمض عينيه في ١٥ كانون الأول- يناير 2006
ترك في النشرة الإخبارية لاطلاعك على الأحداث القادمة والتحديثات