أمير دولة الكويت الخامس عشر الذي يعرف بصاحب البسمة الدائمة التي قلّما تزيّن وجوه قادة الدول. لربما أراد منها التفاؤل الذي تزرعه الكويت في هذه الحقبة من التاريخ. وهي تأتي لتكمّل صلابة في الموقف ووضوحاً في الرؤية، فقلّما تأرجحت الكويت في عهده بين قرارين . وفي عصر الحروب المنتشرة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً لا بدّ من تلقيبه بـ"رجل الخير" الذي جعل الكويت تؤدي دوراً بارزاً في مجال مساعدة ومناصرة الدول التي تعاني من أزمات. قادها إلى فرادة لا تشبه غيرها من الدول، حتى باتت دولة الخير والسلام. ولهذا كرّمته "الأمم المتحدة" في سبتمبر العام ٢٠١٤ بلقب «قائد للعمل الانساني»، وسمّيت الكويت مركزاً للعمل الانساني. حافظ أمير الدولة على استقرارها وجهد إلى تطوير مرافقها، وكان أكثر ما طبع عهده ترسيخ الحياة الديمقراطية وتعزيز الحريات الإعلامية، بالإضافة إلى تحويلها إلى مركز مالي وتجاري عالمي. اشتهر بحنكته السياسية منذ توليه حقيبة الخارجية حيث لقّب بـ" شيخ الديبلوماسيين العرب والعالميين". في عهده برزت الكويت كوسيط دولي بين مصر والمملكة العربية السعودية واليمن، وبين إيران والبحرين، وبين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية، وبين اليمنين وبين الأفرقاء اللبنانيين وبين قطر والمملكة العربية السعودية... كما طالت دولاً غير عربية فتوسّطت بين باكستان وإقليم البنغال، وبين تركيا وبلغاريا. ثابر على مساعدة المرأة في التقدّم ونيل كافة حقوقها، وكان آخرها تمكّنها من دخول السلك العسكري. وشهد عهده على بناء عدد من الصروح الثقافية والتجارية والطبّية أبرزها "مستشفى جابر الأحمد" الذي يعدّ الأكبر في الشرق الأوسط والسادس على الصعيد العالمي، و"ميناء مبارك الكبير" ولعلّ العمل الذي يقوم به سموّه داخل الكويت توازيه جهوده خارجها حيث قدّمت في السنتين الماضيتين، مئات ملايين الدولارات لأعمال الإغاثة في اليمن والعراق وفلسطين كما في تشاد وأثيوبيا وكينيا ونيجيريا والصومال والسودان. وأدّت دوراً بارزاً في مساندة الشعب السوري هكذا ينقذ سمّوه حياة عشرات آلاف الأشخاص حول العالم، وقد طرح نهجاً جديداً أمام الدول المتقدّمة للاقتداء به، يعرف بـ"الديبلوماسية الانسانية" جعل الكويت رائدته.
ترك في النشرة الإخبارية لاطلاعك على الأحداث القادمة والتحديثات